استراتيجية روسيا في تعزيز نفوذها في القارة الإفريقية.. رؤية تحليلية في ضوء المدرسة الأوراسيانية التوسعية

المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
منتدي أفريقيـــــــــا للسلـــــــم والدفــــــاع
قــــــــــــــــــــــــرآءة تحليليـــــــــــــــــــــــة
تحتاج موسكو إلى تحقيق انتشار عالمي واسع يشمل قارات ودول متعددة، بهدف تأمين الوصول إلى المياه الدافئة، ما يتيح لها تفادي التحول إلى دولة معزولة تقع تحت ضغط القوى المنافسة، بل وتسعى روسيا لتجاوز تلك القوى من خلال السيطرة على الطرق الاستراتيجية لنقل مصادر الطاقة حول العالم. وهذه الاستراتيجية تمثل الأساس النظري والعملي الذي تعتمد عليه موسكو لتوسيع نفوذها في إفريقيا وغيرها من المناطق الجغرافية.
ولقد مرت السياسة الخارجية الروسية تاريخيًا بتغيرات جوهرية، متأثرة إلى حد كبير بالتنافس مع الغرب. ويستند هذا التنافس إلى اعتقاد راسخ لدى الروس بأن أي توسع غربي يأتي على حسابهم. وتعزز هذا الاعتقاد بسبب اعتماد الغرب على قوة بحرية تمكنه من التحكم بحركة التجارة الروسية، مما جعل الصراع الجيوسياسي محوراً دائماً في رسم توجهات السياسة الروسية.
ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، تمدد النفوذ الغربي وتوسع في مختلف أنحاء العالم، في مقابل انكفاء روسيا على ذاتها لفترة طويلة، منشغلة بإعادة بناء قوتها وهويتها التي كانت تاريخيًا تميل إلى التوسع والسيطرة بما يعادل مكانة القوى الكبرى. ومع وصول ” فلاديمير بوتين ” إلى السلطة، أظهرت موسكو استعدادًا واضحًا للانطلاق نحو استعادة مكانتها الدولية، عبر تعزيز نفوذها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية على الساحة العالمية.
أمام هذا المشهد، يبرز التساؤل الرئيسي حول الأطر الفكرية والاستراتيجيات التي اعتمدتها روسيا لإعادة بناء نفوذها العالمي، وخصوصاً في القارة الإفريقية. وتعتمد هذه الورقة بشكل أساسي على المدرسة الأوراسيانية التوسعية كإطار نظري لتحليل الاستراتيجية الروسية في التوسع داخل القارة الإفريقية.
ويعود ذلك إلى أن هذه المدرسة تولي أهمية خاصة لما يعرف بـ ” الحزام الأورو-إفريقي “، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها التوسعية في الفضاءات الخارجية.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا) ↓