الإيجازالمرصدالمرصد الأمني

طرابلس علي صفيح ساخن ( 2 )

اشتباكات طرابلس : تداعيات الاحداث وردود الأفعال

تمهيد

أفادت مصادر عسكرية ، بتجدد الإشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس بين قوتي الردع الخاصة و اللواء 444 ، بعد توقف مؤقت صباح اليوم الثلاثاء ، علي خلفية احتجاز العقيد ” محمود حمزة ” في مطار معيتيقة مساء أمس الاثنين 14 أغسطس ، من قبل جهاز الردع.
حيث نقلت وكالة انباء الأناضول عن مصدر في وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية أن المواجهات المسلحة اندلعت بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي و اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.
وعلى خلفية الاعتقال بدأت مظاهر التوتر منذ مساء الاثنين ، وذلك بنشر اللواء 444 آلياته وسياراته المسلحة في مناطق سيطرته في الفرناج وعين زارة وصلاح الدين ، في حين اكدت بعض المصادر ، إن قيادات اللواء 444 أمهلوا جهاز الردع 24 ساعة لإطلاق سراح ” محمود حمزة ” ، إلا أن جهاز الردع بادر بمهاجمة حواجز أ منية تابعة للواء 444 في منطقتي الفرناج وعين زارة ، مما سرّع من اندلاع الاشتباكات بينهما ، وفي بيان نقلته بعض وسائل الاخبار الليبية في وقت متأخر من مساء اليوم الثلاثاء عن قيادات في اللواء 444 قتال ، بأن العقيد ” محمود حمزة ” لايزال معتقل من قبل جهاز الردع ولا صحة لما يتردد في وسائل الاعلام المختلفة عن إطلاق سراحه – كما ورد في بيان لهم.

تداعيات الاحداث وردود الأفعال

في ظل استمرار الاشتباكات واتجاه الموقف الى التصعيد المسلح وعدم وجود بوادر تهدئة ، هناك صمت غريب من القيادات السياسية ، سواء الحكومة و وزارة الدفاع ورئاسة الأركان و القائد العام للجيش والمجلس الأعلي للدولة لإكثر من 24 ساعة ، من بداية التوتر في العاصمة طرابلس بين أطراف النزاع ، ولم يصدر أي تعليق إلا بعد ظهر ثاني أيام الاشتباكات الثلاثاء 15 أغسطس .
حيث كانت ، بداية التصريحات من المسؤولين في الدولة الليبية من قبل ” رمضان أبو جناح ” نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية ، إذا قال في بيان له دعي فيه جميع الأطراف في العاصمة طرابلس إلى التهدئة ، وتغليب لغة العقل وتفويت فرصة إشعال الفتن على من وصفهم بالمتربصين بإستقرار وأمن طرابلس .
ومن جانب اخر أعلن اليوم رئيس حكومة الوحدة الوطنية ” عبدالحميد الدبيبة ” بصفته وزيرا للدفاع ، التوصل الي اتفاق مع أعيان سوق الجمعة لتسليم العقيد “محمود حمزة ” إلي جهة محايدة في مفارقة غريبة من حيث التسلسل التنظيمي والتراتبية العسكرية

و جديرا بالذكر ، فإنه ( و أثناء كتابة هذه الورقة أعلن تسليم آمر اللواء 444 قتال ” محمود حمزة ” أطلاق سراحه وتسليمه الي جهة محايدة ، كما جاء في البيان الصادر من حكومة الوحدة الوطنية ).
كما اصدر رئيس المجلس الرئاسي ” محمد المنفي ” اليوم ، تعليماته لجهاز الردع التابع له بإحالة العقيد ” محمود حمزة ” آمر اللواء 444 قتال لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي ، كما وجه رسالة إلي الأركان العامة والأجهزة الأمنية والعسكرية بعدم التحرك والتقيد بالأوامر ، وضرورة وقف كامل لإطلاق النار وتشكيل لجنة للتحقيق في الاحداث.
كما صدرت عن رئاسة مجلسي النواب والدولة ، بيانات شددت فيها بأدانة الاشتباكات المسلحة التي تجري في العاصمة طرابلس ، مما تسبب في ترويع الأمنين وتعريض حياتهم للخطر ، كما حمل ” عقيلة صالح ” رئيس مجلس النواب المسؤولبة القانونية والأخلاقية والإنسانية ، لرئيس حكومة الوحدة الوطنية “عبدالحميد الدبيبة “.
كما علق المبعوث الاممي “عبدالله باتيلي ” قائلا ، ” أشعر بالقلق العميق إزاء التطورات الأمنية الجارية في طرابلس، وأذكر جميع الأطراف بضرورة إيلاء الأولوية القصوي للمدنيين ، كما أحث الجميع علي وقف التصعيد وضبط النفس واحترام رغبة الشعب الليبي وتطلعه إلي السلام والاستقرار “، وفق لبيان صادر عنه .
وفي نفس الصدد ، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري ليوم الثلاثاء الموافق 15 اغسطس 2023 ، على خلفية توتر الأوضاع الأمنية في محيط جامعة طرابلس لحدة الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في محيطه الجغرافي التابعة لها ، كما أعلنت وزراة التعليم تأجيل امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية لهذا اليوم الثلاثاء في بلديتي سوق الجمعة وعين زارة بسبب الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس.

جديرا بالذكر ، فأن الاشتباكات بين طرفي النزاع لازالت مندلعة بشكل متقطع في أحياء جنوب العاصمة طرابلس منذ مساء امس الاثنين ، وقد أعلن مركز طب الطوارئ في وقت متأخر من بعد مساء اليوم الثلاثاء 15 أغسطس ، أن الاشتباكات اسفرت عن ( 27 ) قتلي و اكثر من ( 160 ) جريحا من الطرفين ، و إجلاء أكثر من ( 234 ) عائلة كانت عالقة في مناطق الاشتباك ، كما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية حاجتها العاجلة لجميع فصائل الدم ، لإنقاذ حياة المصابين جراء الاشتباكات التي تشهدها المدينة.

من جانب اخر ، قال الناطق بإسم مطار مصراتة الدولي ” سليمان الجهيمي” مساء أمس في تصريح إعلامي ، “إن عددا من شركات الطيران قامت بنقل طائراتها من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس ، إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي ، نتيجة للتوتر الأمني بالعاصمة ” ، كما أعلن مطار معيتيقة عن تعليق كل الرحلات الجوية القاصدة مطار معيتيقة من مطار بنينا – بنغازي.

جديرا بالذكر ، فأن هذه الاشنباكات ليست الأولي بين طرفي النزاع في الأشهر الأخيرة ، حيث في 28 مايو الماضي شهدت العاصمة طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بين جهاز الردع واللواء 444 ، على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء.
كما اتهم جهاز الردع اللواء 444 قتال في وقت سابق من نهاية الأسبوع الماضي ، بإعتقاله لعدد من أفراد السرايا التابعة له وطالب بإطلاق سراحهم ، ولعدم الاستجابة عمدت إدارة العمليات والأمن القضائي ، التابعة لجهاز الردع يوم أمس ، اصدار قراراها بإعتقال آمر اللواء 444 قتال ” محمود حمزة ” ، أثناء توجوده داخل مطار معيتيقة متجها الى مدينة مصراته ، برفقة رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة ورئيس الأركان – كما صرحت بعض المصادر.
علما بأن ، الاشتباكات مازالت مستمرة و متفرقة ، كما مازال يسمع أصوات إطلاق الرصاص في مناطق عدة من العاصمة طرابلس – حتي ساعة كتابة هذه الورقة في وقت متأخر من مساء اليوم الثلاثاء.

وأخيرا .. هناك حاله من الترقب الحذر بين طرفي النزاع من جهة ، وبين الاجهزة الأمنية و العسكرية المختلفة من جهة أخري ، والتي لديها حسابات خاصة مع طرفي النزاع ، تنتظر اللحظة المناسبة لتصفية حساباتها.
فهل ستتوقف هذه الاشتياكات بين ” الكيانات التكتونية المختلفة ” ، وتعمل علي الوصول الي صيغة توافقية مؤقتة بينها ؟؟ ، ام أن الساعات القادمة لها رآي أخر.

لتحميل الملف إضغط هنا

هذا المحتوى متوفر أيضًا باللغة: English Français Türkçe Italiano

زر الذهاب إلى الأعلى