تقرير اسبوعي يرصد تسريبات الاعلام والدوريات عن الشأن الليبي يصدر عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
تمهيد
في هذه الورقة ، نسعي الي تسليط الضوء علي ملخص للاحداث السياسية الجارية في خلال المدة السابقة ، ونهدف فيها الي قراءة تحليلية لبعض المواقف ، ومحاولة فهم سياقها وتقديمها للمهتمين ، للمساهمة ورفع الوعي حول الاحداث وتطوراتها.
بلومبرغ : موسكو توسع نفوذها في ليبيا ضد واشنطن
قالت صحيفة “ بلومبرغ “إن السفير الروسي في ليبيا يستعد لاستئناف مهامه وإعادة فتح سفارة بلاده في طرابلس ، ، بينما لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في إعادة افتتاح سفارتها ، و أوضحت الصحيفة أن إعادة افتتاح السفارة الروسية في طرابلس هو مؤشر على تطلع الرئيس بوتين إلى تحقيق تقدم يتجاوز دعمه التقليدي للقائد العسكري خليفة حفتر بحسب وصفها.
وذكرت الصحيفة ، أن موسكو تقوم بتوسيع نفوذها في ليبيا المنتجة للنفط ، مشيرة إلى أن مجموعة “فاغنر“ الروسية لديها إمكانية الوصول إلى منشآت النفط الرئيسة ، كونها دعمت في وقت سابق الحصار على الحقول النفطية الليبية، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
وتابعت الصحيفة أن التحركات الروسية الأخيرة في شمال افريقيا ، أثارت قلق الولايات المتحدة التي أرسلت عدد كبيرا من كبار المسؤولين لمواجهة التقدم الذي أحرزه بوتين في ليبيا والمنطقة ، وتري الصحيفة أن الولايات المتحدة في وضع غير ملائم في ليبيا ، حيث لا توجد لديها قوات رسمية ، او وجود دبلوماسي ، مشيرة إلي أن روسيا تحقق مكاسب أخري في الشرق الأوسط علي حساب الولايات المتحدة ، وأضافات الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعي للإطاحة بما يقدر بنحو ( 2000 ) من مرتزقة ” الفاغنر ” متواجدين في ليبيا عقب دعمهم حفتر في حربه علي طرابلس عام 2019 – 2020.
وقالت الصحيفة إن ، مجموعة ” فاغنر ” موجودة في أربع قواعد عسكرية في ليبيا ، وفقا لمركز أبحاث ” صادق ” ومقره ليبيا _ بحسب قولها _ ، وأعربت الصحيفة عن اعتقادها امتلاك ” فاغنر ” للطائرات الحربية ، وأنظمة الدفاع الجوي لمواجهة جهود الولايات المتحدة في ليبيا ، و كذلك يعتمد حفتر عليها لحمايته.
وأوضحت الصحيفة ، أن بوتين استقر على سياسة دعم الوضع الراهن ، وهو وضع يحتمل أن يجعل صادرات النفط الليبية رهينة لروسيا ، التي تعاني من ضغوط العقوبات على مبيعاتها من النفط الخام – بحسب ما ذكرته في تقريرها.
بعد الساحل الغربي ..حملة أمنية تلاحق الهجرة في طبرق
أطلقت القوات الأمنية في مدينة طبرق ، وأخرى تابعة لوكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة خليفة باشاغا ” أسامة حماد” ، حملة أمنية واسعة تهدف بحسب روايات رسمية إلى مكافحة الأوكار المستعملة في تنظيم وضم عمليات الهجرة غير النظامية .
” الحملة الأمنية ” التي انطلقت بعد فرض حظر تجول ليلي علي مدينة طبرق ، استهدفت مواقع للهجرة في منطقة “كمبوت ” بضاحية المدينة ، وهو المقر الذي تحصلنا في – وقت سابق _ على معلومات ، تقول أنها ” ضمن أكبر البؤر المستعملة في عبور المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا “.
عملية طبرق أتت بعد أيام من إطلاق حكومة الوحد الوطنية حملة عسكرية بالطيران المسير على عدة مواقع قالت إنها تستعمل في تهريب الوقود وعبور الهجرة غير الشرعية . يشير مراقبون إلى أن العملتين مرتبطتان برغبة أوروبا في الحد من الهجرة إليها ، سيما وأنها أتت عقب أسابيع من زيارة “حفتر ” العاصمة الإيطالية روما ولقائه رئيسة الحكومة الإيطالية “جورجيا ميلوني ” فيما أعلن ” الدبيبة ” بعدها بأيام رغبته في زيارة روما ولقاءه ميلوني.
الهجرة دقت نواقيس الخطر في أوروبا.. مالطا و إيطاليا على رأس المتضررين ، وقد أكدنا في _ وقت سابق _ وبنحو واضح أن الهجرة من ليبيا تعد عملية نظامية مدعومة من ” فاغنر ” ، بهدف زعزعة أمن القارة الأوروبية والأنتقام منها على خلفية دعمها لأوكرانيا في معركتها ضد روسيا .
كما لم تقف رسائل واشنطن إلى ” الفاعلين الليبين ” عند قدر معين حول قضية الهجرة غير الشرعية ، فمنذ زيارة مدير المخابرات الأمريكية “وليام بيرنز ” إلى طرابلس وبنغازي ، مرورا بسلسلة تصريحات لمبعوث واشنطن وسفيرها لدى ليبيا وصولاً إلى الزيارة الموسعة التي أجرتها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ” باربرا ليف ” في ليبيا وألتقت خلالها ” المنفي” و“الدبيبة” و “المشري “و “المنقوش” و“عقيلة ” و “حفتر ” ، وشددت لهذا الأخير على موضوعي التعاون مع “فاغنر ” وقضية الهجرة غير النظامية ، كما أنها أجرت اتصال بعد ذلك بأيام معه جددت فيه الإشارة إلى أن “فاغنر ” مصنفة كمنظمة إرهابية.
خلاصة
وفق بلومبرغ
، موسكو تسعى إلى إعادة تمثيلها الدبلوماسي في طرابلس عبر افتتاح سفارتها هناك ، وذلك في إطار تمددها ليس فقط من التأثير العسكري في المشهد الليبي فقط ، بل إلى العسكري والسياسي و الأقتصادي في آن واحد ، و ليس من الشرق فقط، بل تمتد من الشرق إلي الغرب في حين واحد ، كذلك الصحيفة تصور حضور “فاغنر ” في ليبيا على أنه واسع و ضخم ، و يصل إلى حد احتمالية إمتلاكها طائرات حربية في بعض القواعد العسكرية في ليبيا.
القوات الأمنية
في المنطقة الشرقية ، أطلقت حملة أمنية في مدينة طبرق بغرض مكافحة محطات عبور المهاجرين غير الشرعيين في محيط المدينة ، تحديداً منطقة ” كمبوت” ، التي تعد ضمن أكبر البؤر احتضاناً لراغبي الهجرة إلى أوروبا، كما تذكر التقارير الدولية ، وتأتي عملية طبرق ، بعد أيام من عملية أخرى شبيهة أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية في مدينة ” الزاوية ” وضواحيها في غرب البلاد ، بأغراض لا تختلف عنها كثيراً _ مكافحة الهجرة والتهريب _ ، وبينما تتماهى العمليتان مع رغبة أوروبا في حماية جنوبها من معضلة الهجرة التي باتت تصفها إيطاليا بـ”حرب فاغنر المختلطة ضد أوروبا “، يشير مراقبون إلى أنها حظيت بإيعاز كذلك من القارة العجوز و حليفتها أمريكا.
6 يونيو 2023
لتحميل الملف إضغط هنا
هذا المحتوى متوفر أيضًا باللغة: English Français Türkçe Italiano