المرصد الأسبوعي 31 مايو – 2023
تقرير اسبوعي يرصد تسريبات الاعلام والدوريات عن الشأن الليبي يصدر عن المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
تمهيد
في هذه الورقة ، نسعي إلي تسليط الضوء علي ملخص الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية الجارية خلال الفترة الزمنية السابقة ، نهدف فيها إلي قراءة تحليلية لبعض المواقف والأحداث ، ومحاولة منا لفهم سياقها ، وتقديمها للمهتمين للمساهمة في رفع الوعي حول مجاريات الأحداث وتطوراتها.
مزاعم “الحكومة الجديدة”
فوق ما أعلنه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح خلال الأسبوعين الماضيين، في لقاء مع قناة العربية، حول قرب تشكيل حكومة جديدة تتولى الإشراف على الانتخابات فور انتهاء لجنة إعداد القوانين الانتخابية) 6+6 (من إعدادها في إجتماعاتهم المنعقدة في بوزنيقة ، تزامن مع ما صرح به النائب عن مدينة الزاوية علي بوزريبة، في لقاء مع صحيفة العربي 21 ، من أن هناك لقاءات مكثفة في الداخل والخارج لتشكيل حكومة جديدة ، ومع تأكد وكالة ” الأناضول التركية”، نقلا عن مصادر وصفتها بـ ” السياسية المطلعة “، ” أن هناك ترتيبات لتشكيل حكومة جديدة”.
لكن الجديد فيما أفادته الأناضول، أن هذه التشكيله الحكومية بات يرتب لها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ، وقائد القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب خليفة حفتر، خلال اتفاق يجمع مصالح للاثنين.
وتفصل الوكالة التركية، فتقول: ” الاتفاق ينص على رئاسة الدبيبة للحكومة المقبلة ، مقابل تنازله عن الضغط ضد ترشح حفتر للانتخابات القادمة ، إلى جانب تولي باشاغا منصب نائب لرئيس الحكومة وهو ما رفضه الأخير” ، وفق الوكالة ، فيما نفت لنا مصادر مقربة من باشاغا صحة ما تناولته الوكالة التركية ، مؤكدين أن باشاغا سيكون على رأس سلطة قادمة ، فيما أكدت لنا مصادر خاصة من الشرق صحة قرب قدوم حكومة جديدة ، دون إضافة تفاصيل أخرى ، سوى أنهم أفادوا بأن المرشح الرئاسي وعضو المؤتمر الوطني العام عن مدينة المرج سابقاً الشريف الوافي ، سيكون نائب رئيس الحكومة القادمة عن المنطقة الشرقية.
وإجمالاً، لا تبدو هذه الرواية مبتدعة أو شاذة ، إذ أن السياق يطلعنا على وجود صفقات سابقة بين حفتر والدبيبة، كان أبرزها تكليف الدبيبة فرحات بن قدارة رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، وهو أحد داعمي ومؤيدي عملية الكرامة.
القصف الجوي على مدينة الزاوية
بعد توتر الأوضاع الأمنية في مدينة الزاوية والمطالبات الشعبية بالحد من مظاهر الجريمة داخل المدينة، واندلاع اشتباكات عنيفة ومتوسطة بين كتائب بالمنطقة ، تطور المشهد في المدينة إلى مستوى توجيه عدة غارات جوية عبر الطيران المسير عن طريق ” وحدة الطيران المسير التابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية بصفته وزير الدفاع”. هذه الغارات أثارت جدلاً واسعا علي المستويين الشعبي والنخبوي ، فبعد اليوم الأول من توجيه الغارات أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري – المنحدر من مدينة الزاوية – رفضه للضربات الجوية ، مؤكداً أنها تمت دون علم المجلس الرئاسي بصفته قائد أعلي للجيش ، و الذي دعاه في الوقت نفسه إلى سحب صلاحيات قيادة المسير من الدبيبة ، المشري الذي رفض ما وصفه بمساس “الحياد التركي” ، في محاولة منه طبعاً لإبقاء الأتراك في معزل عن الجبهة التي يفتحها باستمرار في وجه الدبيبة ، وأكد أيضاً ، في لقاء محلي متلفز ، أن هذه الضربات انتقائية تستهدف أطرافا دون أخرى في مدينة الزاوية ، “الانتقائية” تحدث عنها كذلك حراك تصحيح المسار بالمدينة ، حين طالبوا الحكومة بمحاربة الجريمة دون تمييز ، وفق ما أعلنوه في بيانات متلفزة.
ومعلوما أن حكومة الوحدة ستتعامل مع المشهد بانتقائية أو بسياسة تحييد وشراء الخصوم ، وهذا ما أكدته مصادر محلية مطلعة قبل توجيه الضربات الجوية من أن تصعيد الحكومة أتى عقب فشل الدبيبة في استمالة “المليشيات” التي تسيطر على الوقود وتفعل الجريمة في المدينة.
في المقابل ، تتبنى حكومة الوحدة الوطنية رسمياً توجيه ضربات الزاوية، مؤكدة أنها تأتي ضمن عملية تستهدف محاربة الجريمة ، وتهريب الوقود من المدينة فقط ، وفق قولها.
ووفق مراقبين، رواية الحكومة تمثل جزءاً من الحقيقة وليس مطلقها، إذ بحسب المصادر ، خلاف الحكومة مع هذه المجموعات ليس مبنياً على الجريمة فقط، حيث سعت مؤخراً إلى عقد تقاربات مع اللواء أسامة الجويلي المؤيد لإدخال حكومة فتحي لباشاغا العاصمة عنوة ، وهذا ما يؤيده ظهور قوات للجويلي قبل توجيه الضربات الجوية بأسابيع في مناطق جنوب غرب العاصمة خلال مناورات عسكرية تدريبية ، تلتها مناورات عسكرية أخرى لقوات أيوب بوراس، رفقة القوات المنسحبة من طرابلس خلال يناير الماضي، التي وصفها بعضهم بأنها تأتي ضمن استهداف حلفاء الدبيبة داخل العاصمة.
جديرا بالذكر ، أن ملف الزاوية مازال مفتوحاً ، والضربات الجوية مستمرة بشكل متفرق إلى لحظة كتابة هذه الكلمات، حيث دخلت هذه الضربات أسبوعها الثاني ، بعد الأعلان عن بدأ المرحلة الثانية لها من قبل االدبيبة في لقاء متلفز ظهر فيه مع قياداته العسكرية في غرفة عمليات ، تظهر علي أنها غرفة عمليات الطيران المسير، او كما يوحي المشهد الذي تم عرضه مؤخرا علي الطريقة الهولودية ، وهذا ما يدفعنا إلى هذا السؤال: ضربات جوية فقط ؟ أم ستتلوها عملية على الأرض ؟ .
عسكرياً، لا يتم توجيه ضربات جوية مستمرة إلا ويتلوها بعد ذلك تقدم على الأرض ، إذ الأرض لا تنفك عن السماء عسكرياً ، والعكس صحيح ، وهذا ما حاولنا التقصي و البحث عنه.. لم نتحصل إلي الأن على جواب موثوق ، لكن بعض المراقبين ، قدروا أن هناك عملية على الأرض ستستهدف بعض الكتائب داخل مدينة الزاوية خلال الأيام القادمة ، وربما تمتد لتصل مدناً أخرى على الساحل الغربي ، بالإضافة إلى محيط العاصمة مثل ورشفانة.
أستنادا إلي ماسبق ، لا يمكن عزل أحداث الزاوية عن الأنتخابات الرئاسة التركية الأخيرة ، فمع فوز أردوغان حظي الدبيبة بثقة أكبر ، كونه الحليف الحالي والأقرب للأتراك في البلاد ، كما لا يمكن عزل تحركات الجويلي سابقاً عن التوقعات التي كانت تفيد بقرب رحيل أردوغان عن رئاسة تركيا ، ما يعني تحجيم الدور العسكري التركي في ليبيا ، وهذا ما لن يحدث مع بقاء أردوغان في السلطة، بعد فوزه في الجولة الانتخابية الثانية.
بوزنيقة ” توافق كامل ”
بعد وصولها المغرب، أعلنت لجنة إعداد القوانين الانتخابية ( 6+6 ) تحقيق توافق كامل بخصوص النقاط المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة ، وأعضاء مجلس الأمة ، موضحة أن السلطة التشريعية القادمة ستتشكل من غرفتين ” مجلس النواب، مجلس الشيوخ “.
اللجنة قالت في أول بيان لها من مدينة بوزنيقة المغربية ، إن تنظيم الانتخابات التشريعية ، سيتم وفق إجراءات متزامنة، مشيرة إلى تشكيل حكومة موحدة تمهد للاستحقاقات الانتخابية في كامل البلاد ، وأضافت – اللجنة – أنه قد أُحرز تقدم في تحديد وتوزيع مقاعد مجلسي النواب والشيوخ حسب الدوائر الانتخابية ، بالإضافة إلى كيفية إشراك الأحزاب السياسية في انتخابات مجلس النواب عبر القوائم أو ترشيحات فردية.
كما شدد البيان على عزم اللجنة على استكمال إعداد مشروع القوانين الأنتخابية في اجتماع المغرب ، مؤكداً أن “الواقع الليبي الحالي يفرض تغليب مصلحة المواطن على الحسابات الضيقة ، عبر تشكيل حكومة موحدة ، تمهد للإستحقاقات الأنتخابية في كل البلاد ، و تتعامل معها بشكل مسؤول وشفاف” ، على حد تعبير البيان ، وعقب ذلك ، قالت الوكالة ” الروسية سبوتنيك ” إن مصادر كشفت لها أبرز تعديلات قانون انتخاب الرئيس بعد توافق لجنة ( 6+6 ) فوفق مصادرها، أتفقت اللجنة على 80% من المواد الأساسية بالقوانين الأنتخابية بما فيها أنتخاب الرئيس ، ومجلس الأمة بغرفتيه ” البرلمان – ومجلس الشيوخ “.
و ضمن أبرز التعديلات التي جرى التوافق عليها في القانون الانتخابي المتعلق بالرئاسة ، هو إجراء جولة إعادة بين أول مركزين في المرشحين ، حتى في حال تحصل المترشح على 50+1 ، فإنه يجري جولة إعادة مع المترشح الذي يليه ، حسب سبوتنيك. وفيما يتعلق بإنتخابات البرلمان ومجلس الأمة ، لن يسمح بترشح مزدوجي الجنسية ، ويطلب منه تقديم إقرار بأنه لا يحمل أي جنسية أخرى ، وفق الوكالة الروسية.
إشتباكات العاصمة
على خلفية عمليتي اختطاف متبادلتين بين القوتين، إندلعت إشتباكات بين جهاز الردع واللواء 444 قتال ، في مناطق مختلفة وسط العاصمة طرابلس ، الإشتباكات التي كانت متقطعة حتى ساعات فجر الأثنين 29 مايو ، لم تسفر عن إصابات مادية أو إنسانية كبيرة ، حسبما ما أفاده جهاز الطوارئ الليبي.
الإشتباكات داخل العاصمة مشهد مألوف مع تعدد الجهات و إختلاف “الرؤوس” ، وعوضاً عن إنصهارها في تيار واحد، باتت القوة الواحدة منها تنشطر إلى قوتين أو أكثر ، فاللواء 444 لم يكن سوى سرية داخل جهاز الردع تحمل اسم ” 20 – 20 ” ذائعة الصيت ، ثم أريد لها التوغل تحت رئاسة الأركان ، و وزارة الدفاع و مسمى الجيش، وهو ما حصل، لكنه في ظل تصدع شديد و إنقسام حاد مع رحمها الأم “قوة الردع” التي دخلت معها في نزاع مسلح مباشر لإول مرة منذ تأسيسها.
هكذا صوّر الأفريكوم دعم “حفتر” لـ “حميدتي”
كشف تقرير جديد نشرته مجلة ”منبر الدفاع الأفريقي” التابعة للقيادة ” أفريكوم” ، إن فريقين هما “خليفة حفتر ومرتزقة مجموعة الفاغنر “ يدعمان قائد قوات الدعم السريع ” حميدتي” في حربه في السودان.
وأشار التقرير إلى أن هذا الدعم يشمل إيصال الذخيرة ، والصواريخ إلى قوات الدعم السريع ، فضلاً عن تبادل المعلومات الاستخبارية ، وإشراف ” صدام “، نجل خليفة حفتر ، على عملية إمداد قوات الدعم بآلاف من براميل النفط يومياً ، وأوضحت المجلة في تقريرها الذي استند على محللين أيضا ، إلي أن ليبيا يمكن أن تكون بمثابة قاعدة خلفية لمقاتلي قوات الدعم ، ما يهدد بتدويل الصراع إلى المنطقة ، وفق التقرير.
واعتبر التقرير أن ليبيا أصبحت مركز إمداد ، وتموين رئيسيين في السوق السوداء للأسلحة ، والمواد الغذائية والوقود ، والمقاتلين ، والدولارات ، وقاعدة مثالية لشن الهجمات، مشيراً إلى أنه حال انسحاب “حميدتي” وقواته من الخرطوم إلى دارفور ، فإن القتال القبلي داخل منطقة دارفور ، وانهيار اتفاق السلام بها ، يهددان بجر ليبيا إلى حريق إقليمي.
الخلاصة
تزعم وكالة الأناضول التركية، نقلاً عن مصادر وصفتها بالسياسية المطلعة، أن هناك حكومة قادمة سيرأسها عبد الحميد الدبيبة ، عبر صفقة مع خليفة حفتر ، تضمن مصالح الاثنين ، حيث يريد الدبيبة الأستمرار في السلطة، وهذا ما سيوفره له حفتر، فيما يريد هذا الأخير التخفيف من القيود التي تلاحقه في طريق ترشحه مستقبلا للإنتخابات حول ازدواجية الجنسية لديه وكونه عسكرياُ ، وفق مذكرته ” الأناضول ” .
الغارات الجوية
على مدينة الزاوية تستهدف الجريمة ، لكنها ليست في معزل عن السياسة ، حيث تؤكد بعض المصادر أنه ، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الجريمة في مدينة الزاوية ، فقدعقدت بعض القوات داخل المدينة تفاهمات مع اللواء أسامة الجويلي ، وذلك لدخول العاصمة وتمكين حكومة البرلمان منها ، وهذا ما دفع الدبيبة إلى التعامل بحزم مع هذه التشكيلات التي لا تبعد عن العاصمة كثيراً ، سيما مع تأكيدات سياسية سابقة حول قدوم حكومة جديدة فور انتهاء لجنة ( 6+6 ) من إعداد قوانين الانتخابات.
كشف تقرير جديد نشرته مجلة ” منبر الدفاع الأفريقي التابعة للقيادة “أفريكوم” ، إن فريقين هما “خليفة حفتر ومرتزقة مجموعة الفاغنر” يدعمان قائد قوات الدعم السريع” حميدتي” في حربه في السودان ، وأشار التقرير إلى أن هذا الدعم يشمل توصيل الذخيرة ، والصواريخ إلى قوات الدعم فضلا عن تبادل المعلومات الاستخبارية وإشراف “صدام” نجل “خليفة حفتر” على عملية إمداد قوات الدعم بآلاف من براميل النفط يوميا.
31 مايو 2023
لتحميل الملف إضغط هنا
هذا المحتوى متوفر أيضًا باللغة: English Français Türkçe Italiano