ماذا تريد روسيا بتشكيل قوات “الفيلق الأفريقي”.. ولماذا ليبيا؟
أبعــــاد الموقـــــــف
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
إن ليبيا أصبحت مسرحًا لمبارزة كاملة داخل حلف “الناتو”، بين واشنطن وأنقرة من جهة، للتنافس على قيادة النفوذ في طرابلس، وبين تركيا وروسيا من جهة اخري.
فتركيا وروسيا تنشطان بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، فالروس متورطون في تهريب كميات كبيرة من النفط إلى ليبيا خاصة في الشرق الليبي المسرح الرئيسي لحراكهم، فإقليم برقة مليئة بالتجار والخبراء الروس، كما تعمل القوات الروسية وفاغنر بصورة كبيرة هناك، وبتواطؤ من حفتر وقواته.
ومن جهة اخري، لا تريد تركيا أن تفقد تواجدها العسكري في الغرب الليبي، للحفاظ على امتدادها الإقليمي ومصالحها في شرق المتوسط، كما انها تسعى للتهدئة مع إيطاليا، وتتطلع للحصول على دعم روما لتجنب أي إجراء قوي قد تتخذه واشنطن ضد حكومة الدبيبة.
كما أن فرنسا لديها أيضًا خطة ترتكز على تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ في شكل أشبه بالنظام الفيدرالي.
أن معظم القوى الكبرى تكثف نشاطها في ليبيا، فالولايات المتحدة تسعى لإبرام اتفاقيات اقتصادية يُمكن أن تسبب الإحراج لإيطاليا، كذلك تريد العودة إلى الساحة الليبية بقوة على حساب الروس، بعد فشل الدول الإقليمية الوظيفية التي كلفتها من قبل لإدارة الملف الليبي، لذلك قررت التدخل المباشر واللعب بنفسها من جديد على الساحة الليبية.
واخيراً، لقد أصبح المشهد الليبي ساحة مبارزة من قبل الدول الكبرى للسيطرة على ليبيا وتحقيق أطماعهم، ففي المنطقة الغربية توجد كلاً من تركيا وإيطاليا، أما المنطقة الشرقية تتلقى دعما من مصر والإمارات وروسيا، إضافة الي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، علما بأن هاتين الدولتين تدعيان دور الحياد إلا أنهم يدعمون حفتر لعدة أسباب من أهمها تقنين الدور الروسي حاليا في ليبيا، أما حفتر فيري في روسيا أنها تقوده نحو تحقيق طموحه بالسيطرة على كامل التراب الليبي.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)