الحرب في السودان تلقي بتداعياتها على الداخل الليبي.. سياسات حفتر تهدد الأمن القومي الليبي فهل من رادع له؟
الإيجـــــاز
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
انعكست تداعيات الحرب في السودان على الداخل الليبي لتزيد من تعميق أزمته الداخلية، وذلك من خلال ثلاث تطورات: الأول، تدفق اللاجئين السودانيين بأعداد ضخمة نحو الجنوب الليبي، بالأخص مدينة الكفرة، وصل عددهم على أقصى تقدير 400 ألف (بحسب بيان صادر من رئاسة الوزراء التابعة لحكومة حماد)، في وقت لا تمتلك فيه الدولة الليبية بنية تحتية تستطيع تقديم من خلالها الخدمات لكل هذه الأعداد. الثاني، انتقال الاشتباكات للداخل الليبي، وإن كانت طفيفة وغير مؤثرة حالياً، لكنها مرشحة للتصاعد والانتقال لمرحلة أصعب مع الاشتداد المحتمل للمعركة في دارفور على الحدود مع ليبيا. ثالثاً، الضغوط الدولية من خلال مندوب السودان في مجلس الأمن، والذي اتهم حفتر وقواته بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري والنفطي لقوات حميدتي.
هذه التطورات يجب أن تدفع كل الفرقاء الليبيين على المستوى الرسمي والشعبي، في شرق وغرب البلاد، للضغط على حفتر للتوقف عن تقديم هذا الدعم الذي يؤجج الحرب في دولة جوار، بما يهدد الأمن القومي الليبي. فقد انعكست تداعيات الحرب بالفعل على ليبيا، ومرجح أن تنعكس بشكل أكبر في الفترة المقبلة مع اشتداد المعارك في دارفور، حيث سيصبح جزء كبير من الجنوب الليبي مسرح لهذه الحرب. كما أن سيطرة ميليشيا على دولة جوار لا يصب بالتأكيد في صالح ليبيا، وسيجعل الأخيرة وكل المنطقة في حالة عدم استقرار، لتحول دون تحقيق أي تقدم سياسي أو اقتصادي في دول المنطقة.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)