تصاعد الصراع الدولي والإقليمي في منطقة الساحل والصحراء يهدد الأمن القومي الليبي
أبعــاد الموقــــق
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
في هذا السياق، من المهم التركيز على الدور الإماراتي. إذ أنه برغم تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، إلا أنها تعمل كداعم للنفوذ الروسي في ليبيا، ولإنشاء الفيلق الأفريقي، مستغلةً نفوذها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري العميق في المنطقة الجنوبية الليبية. هذا الدور الإماراتي خطورته لا تقتصر فقط على ليبيا، بل تتعدى لدول الجوار، لدرجة دفعت الرئيس الجزائري للإعلان عن قلقه من هذا الدور المتنامي في المنطقة.
وفي ليبيا، لا تقتصر خطورة الدور الإماراتي على أنه قد يُحدث اضطراباً سياسيا في الداخل، بل أيضا قد يصل لحد استغلال تواجدها في الجنوب لتشجيع القبائل هناك على الانفصال عن الدولة الليبية. خاصةً وأن للإمارات تواصل وعلاقات قوية بمكوني الطوارق والتبو في الجنوب. اللذان لهما بعد انفصالي يعبر عنه قياداتهم منذ عهد القذافي. فعلى سبيل المثال، “عيسى عبد المجيد” (ويعرف ايضا بـ اسم “مينا ابقري”) رئيس إدارة الشؤون الأفريقية في حكومة حماد، والداعي والداعم الرئيس لإنشاء جمهورية التبو الكبرى منذ عهد القذافي، هو حليف ومقرب من المعسكر الإماراتي.
وللإمارات سوابق في ذلك، من خلال دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن الذي يسعى للانفصال بالجنوب عن اليمن، في مواجهة حكومة عدن المدعومة من حليفة الإمارات ذاتها وهي السعودية، وكذلك دعمها لأرض الصومال المنفصلة بشكل غير رسمي عن دولة الصومال، المدعومة من حليفة الإمارات “مصر”، وأخيراً دعمها لقوات الدعم السريع في مواجهة الجيش السوداني المدعوم من مصر أيضا. وبالتالي، على صناع القرار في ليبيا إدراك أن الإمارات في مثل هذه المسائل، لا تراعي أي حسابات لمصالح حلفائها.
في النهاية، يحذر المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية السلطات الليبية في المنطقتين الشرقية والغربية، ممثلة في: حكومتي الدبيبة وحماد ومجلس الأمن القومي وجهاز المخابرات العامة، للانتباه للدور الإماراتي الخطير في ليبيا، وتحميلهم المسؤولية القانونية والتاريخية إذا لم يقوموا بواجبهم تجاه وضع حد لسياساتها الخطيرة التي تضر بالأمن القومي الليبي.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)