تقارير وتقديرات

كارثة درنة.. الأسباب وسبل الوقاية والعلاج هل كشفت كارثة درنة عن عمق الأزمات التي تواجهها الدولة الليبية؟

مرت علينا منذ أيام قليلة الذكرة الثانية لفيضانات درنة سبتمبر 2023، والتي سببت في دمار كبير في المدينة وفقدت العديد من ابناءها بسببه، هذه الحادثة اظهرت تقصير واهمال وسوء إدارة واضح من قبل الحكومات التنفيذية والأجهزة الخدمية في الدولة الليبية عامة وفي مدينة درنة خاصة، وبينت عدم وجود مؤسسات احترافية لإدارة الازمات وعمليات الانقاذ، ومن هذا المنطلق فقد نشر ” المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية “، عدة أوراق بحثية وتقدير موقف بخصوص الازمة وكانت من ضمنها هذه الورقة التي نشرت ضمن كتاب أصدر في نوفمبر 2023 تحت عنوان ” كارثة درنة .. الادراك الاستراتيجي للتحديات التي تواجهها الدولة الليبية”، والتي شارك به المركز ضمن مؤتمر إسطنبول للكتاب العربي في ديسمبر 2025، ولأهمية هذه الورقة البحثية نعيد نشرها مرة اخري في الذكري الثانية لهذه الكارثة التي لم تمر الدولة الليبية بمثلها في عصرها الحديث.   

إن الفاجعة التي حلت بمدينة درنة الليبية لا يمكن نسيانه فهي المدينة التي كانت جنة في يوم ما، سيظل يثقل أهلها إلى وقت ليس بالقليل عواقب الكارثة، فحصيلة القتلى النهائية بالآلاف، والمفقودين بعشرات الآلاف، أم المتضررين فلا يمكن إحصاؤهم، سواء كانت أضرار مادية أو معنوية أو اجتماعية أو نفسية، وما زالت درنة تئن تحت تداعيات الطوفان، الذي حول المدينة التي كانت تلقب بعروس الساحل الشرقي لليبيا إلى مدينة أشباح.  

ففي خضم هذا الدمار وتحت ركام الأنقاض، دفنت أعواما من الإهمال الإداري، وعدم المسؤولية السياسية والمجتمعية، والتي تمثلت بالعديد من الدراسات التي كانت تحذر مما ستؤول إليه الأوضاع في حال حدوث عاصفة

وبعيداً عن الطبيعة الاستثنائية للكارثة الطبيعية التي حلت بدرنة، لا شك في أن العوامل البشرية لها تأثير مباشر على ما حدث، فمن الملاحظ من العديد من الجهات أنه لم يتم إطلاق الإنذار المبكر في الوقت المناسب عندما نشأ خطر انهيار سدي درنة قبل 24 ساعة أو ربما أكثر من بداية الكارثة، باختصار كان من الممكن إخلاء السكان من مناطق الخطر في الوقت المناسب.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا) ↓

 

Back to top button