الإيجازتقارير وتقديرات

الجامعة العربية تسعى للعودة إلى المشهد الليبي.. ما فرص نجاحها وقوتها وقبولها محليا؟

الإيجـــــاز
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية

وجد الملف الليبي مكانا متسعا في أجندة أعمال الدورة الـ 162 لمجلس جامعة الدول العربية الذي عُقد على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الثلاثاء 10 سبتمبر الجاري في العاصمة المصرية ” القاهرة “، وركز الاجتماع على دعم الحلول والتوافقات السياسية في ليبيا ومنع عودة الاقتتال والحروب وسط مطالبة من الجامعة العربية لجميع الأطراف الليبية بالعودة إلى الحوار.

– مبادرة وفرص نجاح الجامعة العربية

من ملامح الاجتماع الوزاري للجامعة العربية هو طرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية مبادرة للحوار بين الأطراف الليبية سواء السياسية أو العسكرية تحت مظلة ” بيت العرب ” يقصد ” الجامعة العربية ” من أجل تجاوز الخلافات وتمهيدا لإتمام المصالحة الوطنية الشاملة وإجراء الانتخابات التي طال انتظارها على أن تضع السلطات المعنية في ليبيا مصلحة الشعب ومقدراته نصب أعينها، منتقدا حالة الانقسام هناك والتي طالت المؤسسات التي يستفيد منها المواطن، في إشارة لأزمة المصرف المركزي الأخيرة.
ومن المؤكد أن الخطوة مقبولة ظاهريا وقفزة جيدة للجامعة العربية التي ابتعدت عن أي دور إقليمي قوي في المنطقة خاصة في الأزمة الليبية التي تركتها كلية للبعثة الأممية وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية، لكنها خطوة تطرح تساؤلات أيضا ومن أهم هذه التساؤلات:
هل جامعة الدول العربية قادرة على المضي قدما في طرح مبادرات قابلة للتنفيذ في الأزمة الليبية خاصة مع تعقد المشهد يوما بعد يوم؟ وما فرص نجاح الجامعة العربية، الضعيفة جسما وموقفا، في حسم أية قضية تخص الملف الليبي المتشعب؟
تساؤل آخر حول مدى قدرة وقوة الجامعة العربية في منافسة المنظمات الدولية مثل البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي والإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي واتحاد المغرب العربي في التواجد في قلب المشهد الليبي والتأثير على أطرافه المستقوية بالخارج؟ وما أدوات الجامعة العربية التي يمكن أن تستخدمها للضغط على الأطراف المحلية في ليبيا من أجل إبداء مرونة وتعاطي مع التوافق والتسوية السياسية؟
وعليه
فإنه رغم أن الإجابات الدقيقة ستكون لدى الجامعة العربية إلا أننا يمكن الإجابة أيضا بناء على مواقف سابقة وتعاطي الجامعة العربية في قضايا ليبية فرعية لنؤكد أن هذه المنظمة الإقليمية عاجزة جدا عن فرض أو طرح أي حلول للأزمة الليبية كونها فشلت حتى في عقد اجتماعات بين أطراف متناحرة سياسيا مثل رئيسي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، فما بالك بأطراف أقوى وأخرى مسلحة وثالثة مستقوية بالأجنبي؟
لذا تظل مبادرات وخطوات الجامعة العربية بخصوص القضية الليبية مجرد خطوات لتبييض الوجه وإثبات وجود ورفع الحرج عنها كون ليبيا عضوا دائما فيها ولن تتجاوز الجامعة هذا الدور والمواقف خير شاهد ودليل.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)

زر الذهاب إلى الأعلى