ورقة تحليل استراتيجي: فزّان عند مفترق الطرق.. تحليل الحراك المدني، والتوسع العسكري، والتنافس الدولي في الجنوب الليبي

وحــــــــــدة أبحـــــاث الأمــــن القومـــــــي
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
يشهد إقليم فزّان (الجنوب الليبي)، منذ الربع الثاني من عام 2025، تحولات استراتيجية متسارعة تُعيد تشكيل المشهد السياسي والأمني في المنطقة الأكثر حساسية في البلاد. وترصد هذه الورقة ديناميكيتين متزامنتين ومتصادمتين: أولاهما، تبلور ” حراك فزّان الموحد ” المدني – الاجتماعي، الذي صعد بمطالبه من المستوى الخدمي إلى أجندة سياسية وهيكلية شاملة. وثانيتهما، التوسع العسكري الممنهج لـ قوات القيادة العامة – شرق عبر إنشاء ” المنطقة العسكرية الحدودية الجنوبية “، بالتوازي مع ترسيخ الوجود الروسي المؤسسي المتمثل في ” الفيلق الأفريقي “. وتظهر البيانات المحدثة حتى أكتوبر 2025 أن فزّان تحوَّلت من مجرد نقطة نزاع هامشية إلى ساحة مركزية للتنافس الجيوسياسي ومفتاح رئيسي للنفوذ الإقليمي والدولي على منطقة الساحل.
تتمحور الأجندة الهيكلية للحراك حول المطالبة بتفعيل النظام الفيدرالي، وتخصيص نسبة الثلث (33%) من المناصب السيادية لضمان قوة تمثيلية فعلية، وإنشاء صندوق سيادي للإقليم تُودع فيه 20% من عائدات النفط والغاز المنتج من المنطقة. ويكتسب هذا المطلب الاقتصادي وزناً كبيراً، حيث يساهم إنتاج حقول فزّان، وتحديداً حقلي الشرارة (310,970 برميل يوميًا)، وحقل الفيل (73,000 برميل يوميًا)، بما مجموعه (383,970 برميل يوميًا). ويمثل هذا الإنتاج حوالي 27.4% من إجمالي إنتاج ليبيا النفطي، بناءً على إجمالي إنتاج ليبي والذي يبلغ حوالي 1.4 مليون برميل يومياً.
لتحميل الملف من هنا ….