توقيع الاتفاقية العسكرية المشتركة بين مصر والصومال.. الدوافع والسيناريوهات
منتــدي أفريقيــا للسلــم والدفــاع
تقديــــــــــــر موقــــــــــــــــــــــف
وقعت حكومتا مصر والصومال اتفاقية عسكرية مشتركة في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس حسن شيخ محمود، وذلك في الرابع عشر من شهر أغسطس/آب 2024. وقد سبق هذه الاتفاقية العديد من الاجتماعات والزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين. وقد أشار الرئيس السيسي في اللقاء الذي جمعه بالرئيس الصومالي في 20 يناير 2024 في القاهرة بأن مصر ستدافع عن الصومال، وأنها عضو في جامعة الدول العربية، ومن ثم فلها حق الدفاع المشترك. جاء هذا اللقاء بعد أسابيع من توقيع مذكرة التفاهم بين الحكومة الإثيوبية وحكومة صومالاند.
تناقش هذه الورقة مالات توقيع الاتفاقية العسكرية المشتركة بين مصر والصومال، وتقرأ هذه الاتفاقية في سياق تسارع الحراك الإثيوبي في إتمام مراحل ملء سد النهضة من ناحية، وفي سياق تفعيل بنود مذكرة التفاهم بين حكومتي إثيوبيا وصومالاند من ناحية أخرى. كما تُسائل الورقة واقع الإمكان المصري في الحفاظ على أمنه الحيوي والاستراتيجي عبر الوجود العسكري في الصومال، وكيف ستتمكن الأخيرة من الاستفادة من هذا الوجود.
في كل الأحوال، وبغض النظر عن السيناريو الأكثر واقعية، فقد استطاعت مصر الحصول على موطأ قدم عسكرية لها في المنطقة، وهو ما يعني تحقيقها لخطوة استراتيجية ناجحة على المدى البعيد. إلا أنها في ذات الوقت قد تصعد من ردة الفعل الإثيوبية، وتجعل المنطقة مقدمة على صرعات إقليمية خلال قادم الأيام. كما استطاعت الحكومة الصومالية توصيل رسالة للحكومة الإثيوبية؛ مفادها أن مسار المفاوضات في الحفاظ على سيادتها لن يكون الوحيد في التعامل مع مذكرة التفاهم الموقعة مع صومالاند.
يتمثل الثابت الوحيد في المستقبل القادم؛ في إيمان مختلف الأطراف بأن التسرع والانجرار لأية مواجهات عسكرية سيكلف الجميع ثمناً باهظاً. مع الإشارة إلى أن عدد القواعد العسكرية الأجنبية الكبير في جيبوتي يمثل أحد الأبعاد المانعة للانجرار لأية حرب إقليمية في المنطقة. كل ذلك سيعزز احتمالية التحركات الدبلوماسية والسياسية ذات النفس الطويل من مختلف الأطراف، والتي لا تسعى لتحقيق نتائج آنية وسريعة.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا) ↓