المؤشرالمؤشر الليبي

المؤشــر العـــــدد الثامــــن

المؤشــر العـدد الثامــــن

يصـدر عن المركز الليبي لبناء المؤشـــرات

المؤشرات الأمنية والعسكرية خلال النصف الأول من شهر ديسمبر:

  • برزت مؤشرات على إمكانية حدوث تغييرات في خريطة التحالفات العسكرية بالمنطقة الغربية، بعد اجتماع محمد المنفي مع آمر المنطقة العسكرية الغربية سابقاً اللواء “أسامة جويلي”، خاصة مع ثقل ووزن الرجل، الذي يعد القائد العسكري الأبرز بمدينته الزنتان. ويتكرر الحديث عن إعادة تشكيل التحالفات العسكرية في المنطقة الغربية؛ نتيجة السيولة المؤسسية التي تسيطر على عمل التشكيلات العسكرية هناك، ولن تتوقف تلك المحاولات إلا ببروز قائد عسكري أو تشكيل عسكري يفرض سيطرته الكاملة على كامل المنطقة الغربية، وعلى كل التشكيلات العسكرية فيها، كما هو الحاصل في المنطقة الشرقية.
  • لكن هذا التوجه كان له انعكاسات سلبية، كما حدث في مدينة غدامس، والتي يسكنها أغلبية أمازيغية، إذ رفضت سيطرة قوات الوحدة الوطنية على المعبر، وطالبت بتسليمه للقوات الأمنية التابعة للمدينة.
  • وهذه التطورات تعكس معضلة بنيوية كبيرة في الدولة الليبية، إذ أن الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود سيطرة مركزية على كامل الدولة، والتي تتوزع بين حكومتي المنطقتين الشرقية والغربية، بل إن غياب السيطرة المركزية يمتد أيضا داخل المنطقة الواحدة، فقوات حكومة الوحدة تواجه معارضة من أحد مدن الغرب لمنع سيطرتها على المدينة، وبالتالي تهديد لسيطرة الحكومة المركزية على كامل المنطقة الغربية. إن حل مسألة تأمين المعابر لا يجب أن يكون فقط أمنياً، وإنما بمقاربة شاملة تضمن دمج المكونات الإثنية والقبلية كلها ضمن برامج التنمية والمشاركة السياسية.
  • تزايد معدلات الهجرة الغير شرعية، والمرجح تصاعدها أكثر بعد قرار حكومة النيجر إلغاء قانون مكافحة الهجرة الغير شرعية، والذي أتي كرد فعل على موقف الدول الأوروبية الرافضة للاعتراف بالمجلس العسكري الحاكم في النيجر؛ إذ أن هذا القرار سيزيد من أعداد المهاجرين من الدول الأفريقية، بالأخص دول الساحل والصحراء، والذين يعبرون عبر النيجر إلى ليبيا، ومنها لدول أوروبا عبر البحر المتوسط. وسينعكس هذا القرار على طبيعة العلاقة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، إذ ستكون الأخيرة مطالبة بتقديم مزيد من الدعم الفني واللوجستي لليبيا لمواجهة الواقع الجديد، والذي يتطلب مقاربة جديدة شاملة.
  • استمرار تصاعد المؤشرات عن تعميق روسيا نفوذها العسكري في ليبيا، ونيتها للإعلان عن تواجد عسكري رسمي بديل للفاغنر في ليبيا، خاصةً في ظل التحولات التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، وأهمية ليبيا في هذا السياق، كقاعدة انطلاق روسية نحو هذه المنطقة. تصاعد هذه المؤشرات من المرجح أن يؤدي لمزيد من الصراع الغربي الروسي حول ليبيا، والذي غالباً سينعكس سلباً على جهود المبعوث الأممي لإنهاء الأزمة السياسية وإجراء الانتخابات الليبية.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)

 

زر الذهاب إلى الأعلى