المؤشرالمؤشر الليبي

المؤشــر العـدد الثالث والثلاثون النصف الأول من شهر ديسمبر 2024

المؤشــــر العـــــــــدد الثالـث والثلاثــــون

يصــــدر عــن المركــز الليبي لبنـاء المؤشـــرات

المؤشر هو تقرير نصف شهري، يتناول أهم ما تشهده الدولة الليبية من تطورات أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية، مع التركيز على الملفات التي ترتبط بصميم الأمن القومي الليبي. وبالتالي يتكون المؤشر من خمسة محاور رئيسية: المحور الأمني والعسكري، المحور الاقتصادي والتجاري، المحور السياسي الداخلي، المحور السياسي الدولي، وأخيراً مختارات.

ويتناول هذا العدد أهم الأحداث التي شهدتها ليبيا خلال النصف الأول من شهر ديسمبر 2024، أبرزها: انعقاد اجتماع دولي رفيع المستوى لمناقشة الأزمة الليبية، في لندن بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، مصر، تركيا، والسعودية، وهي الدول التي تمثل مجموعة العمل الدولية. ويهدف الاجتماع إلى توحيد المؤسسات الليبية وتعزيز العملية السياسية ودفع البلاد نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وسط غياب أي تمثيل للأطراف الليبية. وكشفت مصادر عن اتفاق عدة دول معنية بالأزمة الليبية على تدشين مسار سياسي ليبي جديد من خلال البعثة الأممية في ليبيا، يهدف إلى تغيير كبير في الهياكل السياسية الليبية، والاستماع لرؤية البعثة الأممية بشأن عملية سياسية شاملة تستعد لإطلاقها قبل نهاية ديسمبر، ومناقشة تفاصيلها. وقد باتت الأوساط السياسية الليبية على علم بعزم البعثة الأممية إطلاق حوار سياسي شامل يضم تمثيلاً لعدد من الشرائح الليبية الفاعلة، مثل مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والفاعلين الاجتماعيين، بالإضافة لممثلين عن مجلسي النواب والدولة والمجلس الرئاسي ومجموعات عسكرية وأمنية بالبلاد تختارها البعثة.

المؤشرات الأمنية والعسكرية خلال النصف الأول من شهر ديسمبر 2024:

  • كالعادة، شهدت المنطقة الغربية فوضى أمنية في ظل غياب سيطرة مركزية على عمل التشكيلات المسلحة، حيث حدثت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في محيط مصفاة الزاوية، أسفرت عن إصابة خزانات النفط إصابة مباشرة، وتم التمكن من إخماد الحريق بشكل كامل.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة والطوارئ القصوى بمصفاة الزاوية. وبالتالي، لم يستطع الطرابلسي حتى الآن حل معضلة التشكيلات المسلحة، برغم الوعود الكثيرة التي قدمها في هذا الخصوص، والتي وصلت تداعياتها لقطاع النفط شديد الحساسية والأهمية بالنسبة للدولة الليبية.

  • استمرار ظاهرة الهجرة الغير شرعية، وبروز ملف العودة الطوعية للمهاجرين، وهو الملف الذي ناقشه الطرابلسي مع ستيفاني خوري. وفي هذه الفترة، شهدت ليبيا الحوادث التالية: تحرير 9 مصريين من قبضة عصابة متخصصة في الاتجار بالبشر في منطقة أمساعد، تأمين أمن صبراتة نقل 60 مهاجر غير شرعي مصري بعد ضبطهم داخل وكر تستغله عصابات تهريب البشر، وأخيراً القبض على 40 مهاجراً باكستانياً غير شرعي كانوا مختبئين في أحد المخازن بمدينة تاجوراء الساحلية.

استمرت روسيا في جسرها الجوي العسكري بين سوريا وليبيا، في محاولة لتعزيز تموضعها في ليبيا بعد خسارة نفوذها في سوريا، والانسحاب الكامل المتوقع من قاعدتها بطرطوس السورية، وبالتالي لن يبقى أمامها غير ليبيا لتضمن موطأ قدم في المياه الدافئة، وهو الحلم الجيوسياسي الذي طالما سعت إليه موسكو.

المؤشرات الاقتصادية والتجارية خلال النصف الأول من شهر ديسمبر 2024:

من أهم المؤشرات الإيجابية التي جاءت في هذا التقرير:

  • أولاً، تحقيق ليبيا إنتاجاً نفطياً تجاوز 1.4 مليون برميل يوميا، لأول مرة منذ عام 2013، بمعدل زيادة بلغ 22 ألف برميل يوميا، وذلك بعد إجراء صيانة وإعادة تشغيل أبار في عدة حقول.
  • ثانياً، إعلان بن قدارة أن أكثر من 70% من إجمالي التراب الليبي، وما يزيد عن 65% من المياه الإقليمية مساحات لم تطأها أعمال الاستكشاف بعد، وتستعد وزارة النفط لإطلاق تراخيص استكشاف جديدة أوائل 2025، لزيادة إنتاج النفط وإنعاش الاقتصاد، والتي تستهدف أحواض سرت ومرزق وغدامس.
  • ثالثاً، إحالة المؤسسة الوطنية للنفط للمصرف المركزي منذ بداية يناير الماضي، أكثر من 14.78 مليار دولار أمريكي.
  • رابعاً، رفع المصرف الليبي أسقف الدفع الفوري للأفراد والتجار والحوالات وعمليات الشراء، وإطلاق خدمة جديدة للتحويل بين الشركات بسقف مليون دينار.
  • خامساً، تحقيق ليبيا خلال الفترة من 1 يناير إلى 30 نوفمبر 2024، إجمالي إيرادات بلغت 86.3 مليار دينار ليبي وإجمالي إنفاق بلغ 84.6 مليار دينار، وبالتالي لم تسجل الدولة عجزاً في هذا السياق.
  • وفي مقابل المؤشرات الإيجابية السابقة، كان هناك مؤشراً سلبياً معتاداً، وهو تسجيل عجزًا في ميزان المدفوعات قدره 6.1 مليارات دولار حتى نهاية نوفمبر 2024، نتيجة انخفاض إيرادات النقد الأجنبي التي بلغت 17.1 مليار دولار، في مقابل استخدامات النقد الأجنبي والتي بلغت 23.2 مليار دولار. والسبب الرئيسي في ذلك هو استيراد ليبيا أكثر مما تصدر، لغياب الاقتصاد المنتج.

المؤشرات السياسية الدولية خلال النصف الأول من شهر ديسمبر 2024:

  • امتد الانقسام السياسي بين شرق وغرب البلاد للسياسة الخارجية والموقف من التطورات الإقليمية، فبينما استقبلت بنغازي قوات تابعة لنظام الأسد، بحكم التحالف الذي يجمع روسيا مع الأسد وحفتر، فإن خالد المشري ومحمد تكاله وحكومة الدبيبة ودار الإفتاء التابعة للغرب قد هنأوا الشعب السوري بنجاح الثورة وسقوط نظام الأسد وتحرير كامل البلاد من نظام حكمه.
  • لقاء كل من الدبيبة والمنفي والباعور بالأمين العام لاتحاد المغرب العربي، في طرابلس، ليس الأول، فقد تزايدات هذه اللقاءات في الفترة الأخيرة، والتي تنم على ما يبدو عن رغبة في إعادة تفعيل الاتحاد. ويلاحظ أن لقاءات مسؤولي الاتحاد في الفترة الأخيرة تقتصر على حكومة الدبيبة دون أي اعتبار لحكومة حماد، وهو تعبير عن توجه الاتحاد الذي لا يعترف إلا بالحكومة المعترف بها دولياً، حتى لا يرسخ لفكرة الانقسام الحكومي.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)

زر الذهاب إلى الأعلى