المؤشر العدد الـثانــي عشــر النصف الثاني يناير 2024
المؤشــر العـدد الثانــــــي عشــر
يصـدر عن المركز الليبي لبناء المؤشـــرات
• يلاحظ أن المبعوثة الأممية السابقة إلى ليبيا “ستيفاني ويليامز”، حينما تحدثت عن قوات الشرق بقيادة حفتر وصفتها بـ”القوات المسلحة العربية الليبية”، وعندما أشارت لقوات الغرب الليبي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية وصفتها بـ”المليشيات” التي تتصارع على النفوذ والغنائم في غرب البلاد. وعلى الرغم من عدم تمتع القوات في كلا المنطقتين لصفة الجيش الاحترافي بصفة كاملة، فضلاً عن عدم قدرة أي منهما على السيطرة على كامل الأراضي الليبية، إلا أن قوات الشرق التي يقودها حفتر أقرب نسبياً لوصف الجيش الاحترافي، في ظل قدرة الأخير على فرض سيطرة مركزية وتوحيد لهذه القوات، على عكس قوات الغرب التي تعج بالتشكيلات المسلحة المتصارعة والغير منضبطة وغير موحدة بشكل حقيقي. ولعل لهذا سبب وصف ويليامز لقوات الشرق والغرب بهذه الصفات، إذا يبدو أنها نابعة من دوافع مهنية لا سياسية.
وهي قد تحمل دلالة على أن القوى الغربية تتعامل مع قوات الشرق على أنها نواة الجيش الليبي الذي يمكن البناء عليه للوصول لجيش موحد واحترافي يسيطر على كامل الدولة الليبية، بعد دمج قوات المنطقة الغربية معه، والذي لن يتحقق إلا في إطار حل سياسي شامل للأزمة الليبية المعقدة.
وهذه الخطوة، “توحيد الجيش الليبي”، يعوقها أمران، ويمكن استنتاجهما من حديث ويليامز ذاته:
الأول: هو التغول والهيمنة لأبناء حفتر على كل البنى المؤسساتية في المنطقة الشرقية، في القلب منها، المؤسسة العسكرية، وهو يعني أنه لا يمكن لهم قبول أي عملية توحيد للمؤسسة العسكرية يمكن أن تهدد مصالحهم وسيطرتهم في الشرق.
الثاني: هو الحالة الفسيفسائية التي تطغى على طبيعة التشكيلات العسكرية الغير منضبطة والمتصارعة فيما بينها في المنطقة الغربية.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)