زيارة “صدام حفتر” إلى تركيا وتوقيع اتفاقات عسكرية هناك..ما طبيعة الاتفاقات ودلالة الحفاوة والاستقبال الرسمي.. وهل بدأ مشروع التوريث بدعم دولي؟

أبعــــــــــــاد الموقـــــــــــــف
إن زيارة حفتر الابن إلى تركيا واستقباله بشكل رسمي وعسكري من قبل قادة الجيش التركي، وكذلك طبيعة القادة والمسؤولين العسكريين الذي التقى بهم هناك، يرسل عدة رسائل محلية وإقليمية ودولية مفادها اعتراف رسمي بهذه القوات التابعة للمشير حفتر، بأنها جيش منظم يمكن توقيع اتفاقات معه، وأن مسلحي الغرب الليبي عليهم تنظيم صفوفهم مرة أخرى والظهور بصورة القوة العسكرية الموحدة، وأن تركيا سيكون لها دور كبير في ملف إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا بعدما ” تشرعن ” هي تواجدها عبر اتفاقات مع جيش حفتر وقياداته.
ملمح آخر من الزيارة، وما سبقها من تحركات دولية وإقليمية ومحلية من قبل ” صدام حفتر “، الذي زار الجنوب الليبي مؤخرا واعتبره خطا أحمرا لا يمكن المساس به، يشير إلى بداية التجهيز لحفتر الابن ليكون بديلا مقبولا لحفتر الأب الذي تظهر عليه مؤخرا علامات كبر السن والتعب الصحي، لكن الأزمة هنا في مدى قبول إخوته، خاصة العسكريين منهم وأهمهم منافسه “خالد حفتر “، ذو النفوذ القوي في الجيش، لهذه المكانة الجديدة لصدام كقائد عام للقيادة العامة في شرق البلاد.
ما سبق من تسويق واضح لشخص ” صدام حفتر ” وتحركاته المحلية وزياراته الدولية سواء بمفرده أو رفقة والده، وما ذكره الكوني عن نفوذه حتى في العاصمة طرابلس، يجعلنا نعتقد أن هناك مشروعا إقليميا مدعوم دوليا ملخصه ” صدام يمكن ان يكون هو البديل الأقرب والأوثق لوالده خليفة حفتر “، ويجب أن يتم انتقال القيادة العسكرية بينهما بسلاسة وفي وجود حفتر نفسه الذي يدعم هذا التوجه.
لذا زيارة تركيا واستقباله بهذه الحفاوة المبالغ فيها، ستكون الخطوة الأولى في بداية توريث صدام لمنصب والده وتسويقه دوليا وإقليميا ومحليا، أيضا كبديل أقل صلابة وتعنتا من والده يمكنه عقد الصفقات والتحالفات وجمع صفوف المؤسسة العسكرية التي تجاوز فيها كل الرتب والشخصيات النافذة ذات التاريخ العسكري، وأصبح هو المسيطر بحكم سياسة الأمر الواقع المطبقة في كل ربوع ليبيا.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)