أوراق بحثيةمنتدي ليبيا

التغير المناخي في ليبيا.. انعكاس الانقسامات السياسية على استراتيجيات الوقاية والاستجابة

ازدادت أهمية قضايا البيئة في الأجندات الأمنية والسياسية بعد انتهاء الحرب الباردة، نتيجة التغيرات المناخية التي تسببت في تهديدات أمنية غير تقليدية عبر الحدود، مما أثر على الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة. وقد أدى الإفراط في استهلاك الموارد إلى إعادة التفكير في مفهوم الأمن التقليدي الذي كان يركز على البعد العسكري فقط. واستجابة لهذه التحديات، طور الباحثون مقاربات جديدة تشمل أمن الأفراد والجماعات، بالإضافة إلى الأمن البيئي، الاقتصادي، والاجتماعي. ويعكس هذا التوسع في مفهوم الأمن التداخل بين القطاعات المختلفة، حيث أصبح الأمن البيئي جزءاً أساسياً من الأمن القومي.

ومفهوم الأمن البيئي يشمل العديد من التعريفات في الأدبيات، لكن التعريف الأكثر شوعاً هو التعريف الذي يعرف الأمن البئي ” بأنه حالة من الحماية النسبية للأفراد والمجتمعات من المخاطر البيئية التي تنشأ نتيجة الأنشطة البشرية غير المدروسة، أو بسبب الكوارث الطبيعية وسوء إدارة الموارد داخل حدود الدولة وخارجها “. يركز هذا المفهوم على تقليل التهديدات البيئية التي يمكن أن تؤثر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والصحي، مما يتطلب نهجاً متكاملاً يأخذ في الاعتبار العلاقة بين السياسات البيئية والإدارة المستدامة للموارد. كما يشير الأمن البيئي إلى حماية الموارد الطبيعية والبيئة القابلة للعيش بطريقة تضمن الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدولة.

وبالتالي، يمثل الأمن البيئي مفهوماً شاملاً يضم مجموعة معقدة من القضايا المرتبطة بتغير المناخ وتأثيراته، مثل الكوارث الطبيعية، الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب نزاعات الموارد والتهديدات التي تؤثر على الاستدامة وسبل العيش. كما يشمل تحديات مثل تدهور الأراضي، تلوث المياه والهواء، والمخاطر التي تمس الصحة العامة، الاقتصاد العالمي، والسلام والاستقرار الدوليين.

لتحميل الملف من هنا ….

زر الذهاب إلى الأعلى