لقاء “باتيلي” بـ “حماد”..خطوة لإضفاء شرعية على حكومة مسلوبة الإرادة
الإيجــــــــاز
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
“حكومة مسلوبة الإرادة”
ولو افترضنا أن الخطوة محاولة من المبعوث الأممي لإضفاء شرعية على حكومة “حماد” من أجل الضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة لإبداء مرونة وتعاطي مع خطوات مجلسي النواب والدولة بخصوص العملية الانتخابية، إلا أن الأزمة تكمن في منح شرعية لحكومة مسلوبة الإرادة تمام ووزرائها أقرب إلى مجموعة من الموظفين لدى القيادة العامة برئاسة “خليفة حفتر” وأبنائه. ما سبق ليس مجرد اتهام مرسل بل كل الدلائل والشواهد تؤكد أن الحكومة أداة في يد حفتر وأبنائه ويستخدمونها فقط للتفاوض أو الضغط أو المغازلة.
فمنذ تشكيل هذه الحكومة برئاسة، فتحي باشاغا وهي معروفة أنها جاءت بتنسيق تام مع حفتر بل واختياره لأغلب الوزراء فيها خاصة “أسامة حماد” الذي أجبر باشاغا على تعيينه نائبا له، ليتولى بعد ذلك رئاسة الحكومة بعدما تم التخلص من “باشاغا” ليقوم بتنفيذ كل تعليمات “القيادة العامة” بل ويأتمر بأوامرها أولا.
ودليل آخر على تسيير حفتر للحكومة والسيطرة التامة على قرارتها وخطواتها، فإن أزمة السيول التي ضربت الشرق الليبي مؤخرا وما تبعها من تشكيل صندوق إعادة الإعمار، وحتى إدارة الأزمة نفسها تصدرت عائلة “حفتر” المشهد وسيطرت تماما على الملف بكل تفاصيله، ليتحول حماد وحكومته لمجرد “شخص” يتم استدعائه لالتقاط الصور وفقط، لكن التعليمات كلها تصدر فقط من “بلقاسم حفتر”.
وينتهي المطاف بإجبار حماد على تعيين “بلقاسم خليفة حفتر” في منصب المدير العام لصندوق إعادة إعمار ليبيا، وهو هيئة مستحدثة من قبل حفتر للسيطرة التامة على مشروعات الإعمار والخدمات والاستثمار في البلاد، كون الصندوق يضم تحت إشرافه لجنة إعادة إعمار بنغازي وصندوق إعادة إعمار درنة، ويتولى الإشراف على مشاريع الإعمار في كافة أنحاء ليبيا.
ملمح آخر يؤكد أن حكومة “حماد” التي تسعى البعثة لإشراكها في المبادرة الأممية هي مسلوبة الإرادة فعلا لصالح القيادة العسكرية في الشرق الليبي، هو استدعاء حفتر لوزراء الحكومة ولرئيسها من وقت لآخر إلى منطقة “الرجمة” ومساءلتهم في كثير من الملفات بل وتعنيفهم أحيانا.
حتى رئيس الحكومة، أسامة حماد لا تخلو تصريحاته في كل محفل من تقديم الشكر للقوات المسلحة وقائدها “المشير حفتر”، وكرر ذلك حتى في لقاء باتيلي عندما ذكر أن “من أولويات حكومته توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وإعادة الإعمار وما تشهده درنة اليوم من إعمار وعودة للحياة بفضل صندوق إعادة إعمار درنة والمدن المتضررة مع حالة الأمن والاستقرار في مناطق شرق وجنوب البلاد، بفضل دور القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، وهذه جملة يكررها حماد في كل مناسبة لتؤكد الارتباط الوثيق والانتماء لحفتر ولإثبات ولائه في كل خطوة.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)