الإيجازتقارير وتقديرات

إحاطة باتيلي حول الوضع في ليبيا: تحذيرات من الانزلاق نحو نزاع جديد

 

مقدمة

أمام أعضاء مجلس الأمن ، ألقى المبعوث الأممي إلى ليبيا ” عبد الله باتيلي “، في 16 أكتوبر 2023، إحاطة حول الوضع في ليبيا. هذه الإحاطة اتسمت بطابع المراوحة والتردد في الموقف الذي تتخذه الأمم المتحدة تجاه  الواقع الليبي الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. تضمنت الإحاطة العديد من التوصيات والتوجيهات، ولكنها لم تقدم أي حلول جديدة تساعد في تجاوز  الانسداد السياسي القائم  وتهيئ  الأرضية لإجراء الانتخابات في ليبيا.

باتيلي أشار ، في إحاطته، إلى أن النسخة المنقحة من القوانين الانتخابية التي أقرها مجلس النواب في الخامس من أكتوبر الجاري ، لم تحقق تقدماً كبيراً  في معالجة  النقاط الخلافية المهمة، ولا تتضمن هذه القوانين الملاحظات التي سجلتها البعثة الأممية بشأن نصوص القوانين بحيث تكون جاهزة للتنفيذ . وذكر المبعوث الأممي أن النقاط الخلافية تتعلق بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وبالربط بين الانتخابات التشريعية  والرئاسية ، بالإضافة  إلى  مسألة  تشكيل حكومة واحدة. باتيلي أيضاً أبدى قلقه إزاء نجاح القوانين الحالية في ضمان سلامة وشفافية العملية الانتخابية.

كما أشار إلى تصاعد التوتر  بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بشأن هذه القوانين، وحذر من أن هذا التصاعد يمكن أن يعرض جهود إجراء الانتخابات  للخطر. بالإضافة إلى ذلك، دعا باتيلي مجلس الدولة إلى التخلي عن موقفه والتوصل إلى توافق يسهم في تحقيق التقدم نحو إجراء الانتخابات وتحقيق الاستقرار.

وفيما كرر  باتيلي  دعوته القادة  الليبيين  للحوار من أجل تجاوز الخلافات للوصول إلى توافق حول الأطر القانونية للانتخابات ، لم يعلن أي تفاصيل جديدة في خطته الرامية لإطلاق مسار تفاوضي شامل حول النقاط الخلافية في القوانين.

والجديد في إحاطة باتيلي تحذيره من نشوب نزاع جديد في حال تعيين حكومة جديدة بشكل أحادي من أحد الأطراف ، داعياً مجلس الأمن إلى  ضرورة  استخدام نفوذه لمنع نشوب نزاع جديد ، والتعبئة لحوار سياسي تفاوضي  بين مختلف الأطراف لمنع تجنب انزلاق البلاد إلى أزمة جديدة، وللوصول إلى تسوية ملزمة، تقود نحو عملية انتخابية سليمة يكون عمودها الفقري هو حكومة موحدة تقود البلاد نحو الانتخابات.

وعقب إحاطة باتيلي أصدرت سفارات دول الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا بيانا مشتركاً ، عبرت فيه عن تأييدها  لدعوة  باتيلي  القادة  الليبيين  لحوار جديد من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مُلزمة تمهد الطريق لإجراء انتخابات وطنية ، وحكومة موحدة. وفي إشارة للمسار التفاوضي  الشامل  الذي سبق  أن أعلن  باتيلي عن رغبته في إطلاقه ، كإطار لتفاوض سياسي جديد ، أكد بيان السفارات الخمس على أن أي مسار متفق عليه بالإجماع ويحظى بمشاركة من جميع الأطراف يوفر أفضل الطرق  لإجراء الانتخابات ومستقبل السلام  والوحدة  والاستقرار والازدهار للشعب الليبي.

جدير بالذكر، اعتمد مجلس الأمن الدولي، في 30 أكتوبر 2023، بالإجماع مشروع قرار يجدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ” أونسميل” لمدة عام. حيث اعتمد أعضاء مجلس الأمن ( 15 دولة ) بالإجماع  تمديد ولاية  البعثة لمدة عام كامل  ينتهي في 31 أكتوبر 2024. وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنشأها مجلس الأمن الدولي في 16 سبتمبر 2011، بناءً على طلب السلطات الليبية لدعم عملية الانتقال السياسي في البلاد.

لتحميل الملف من هنا ….

زر الذهاب إلى الأعلى