مبادرة الدبيبة لوقف الحرب في السودان وزيارة البرهان..
أبعــــــــاد الموقـــــــف
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
لا يبدو أن الدبيبة ذاته مقتنع بأنه قادر على إحداث اختراق عبر مبادرته في الحرب السودانية، فما فشلت فيه السعودية وبدعم أمريكي لن تنجح فيه حكومة الدبيبة، التي تعاني ذاتها من أزمات عميقة داخلية، ومهددة بالرحيل، في ظل فقدان شعبيتها في الداخل، كما لا تمتلك الحكومة الأدوات التي تمكنها من الدخول كوسيط في الأزمة السودانية.
هذا بجانب أن ليبيا ذاتها تعاني من انقسامات سياسية حادة، وتتقاسم إدارة شؤونها حكومتين في الشرق والغرب، ومعارك متقطعة وفوضى أمنية، وما زالت البعثة الأممية غير قادرة على حل الأزمة الليبية وإجراء الانتخابات. وأمام المعطيات الأخيرة، لا يجب أن تُؤخذ مبادرة الدبيبة على محمل الجد، خاصةً وأن دوافع طرحه لها تتجاوز رغبته في الوساطة، مستهدفاً تقوية موقعة في المعادلة السياسية الليبية، بدعم إماراتي، لإثبات أنه الأجدر على قيادة الحكومة التي ستدير العملية الانتخابية، سواء كانت حكومة موحدة بدمج حكومة الشرق مع حكومة الغرب تحت إدارته، أو من خلال استمرار حكومته بتشكيلتها الحالية. وتحركات الدبيبة الأخيرة في الملف السوداني أيضا قد تكون محاولة هروب للأمام في ظل أزماته الداخلية مع المكونات السياسية والشعبية ومؤسسات الدولة، والمطالبة برحيله وتشكيل حكومة موحدة جديدة.
وأخيراً، يوصى المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية حكومة الدبيبة، وكذلك كل الأطراف الليبية الأخرى، بالتركيز على حل أزماته وأزمات الدولة الليبية الداخلية، لأنها شرط أساسي لتكون ليبيا قادرة على لعب أدوار إقليمية كالوساطة وغيرها بشكل فاعل. أما القيام بهذه الأدوار في هكذا وضعية وبهذه الدوافع والحسابات السياسية الشخصية، لن تؤتي أكلها من ناحية، بل وستؤدي من ناحية أخرى لتعميق أزمة ليبيا السياسية الداخلية، خاصةً وأن الدبيبة يستغل تحركاته الإقليمية الأخيرة، وفي القلب منها مبادرته بخصوص حرب السودان، كمحاولة لتقوية موقعه وموقفه في مواجهة خصومه السياسيين المحليين.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)