المحور الإماراتي – الروسي في السودان: إعادة تشكيل الجغرافيا الأمنية للساحل وتداعياته الوجودية على الأمن القومي الليبي

وحــــــــــدة الدراســـــــات والأبحــــــــــــاث
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
لم تعد الأزمة السودانية، التي اندلعت في أبريل 2023، مجرد صراع داخلي على السلطة بين الجيش السوداني والدعم السريع، بل تحولت بفعل التدخلات الخارجية الممنهجة إلى حرب بالوكالة ذات أبعاد جيوسياسية خطيرة، تهدف إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في منطقة الساحل والقرن الأفريقي. يقف في قلب هذا التدخل محور تكتيكي غير معلَن بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية، يعمل بشكل حثيث على تمكين قوات الدعم السريع كقوة مهيمنة، ليس في السودان فحسب، بل كلاعب إقليمي مؤثر.
إن خطورة هذا التطور لا تكمن في تداعياته على السودان وحسب، بل في ارتداداته المباشرة على الأمن القومي الليبي، لقد تم تحويل الجنوب الليبي، بحكم الجغرافيا الهشة والسيادة المنقوصة، إلى منصة لوجستية وعمق استراتيجي لهذا المحور، مما يجعل ليبيا، وبشكل قسري، جزءًا لا يتجزأ من معادلة الصراع، ويرصد هذا التقدير أبعاد هذا التحالف، ويفكك آلياته، ويحلل تداعياته الوجودية على استقرار ليبيا وسيادتها.
لتحميل الملف من هنا ….