قوس الفوضى.. أفريقيا كمسرح مركزي للصراعات العالمية الناشئة

تستقصي هذه الورقة تحوّل أفريقيا من قارة تشهد صراعات محلية متفرقة إلى المسرح المركزي الذي تُختبر عليه قواعد الحروب المستقبلية. فما يسمى بـ “قوس الفوضى” – الذي يمتد من المحيط الأطلسي، عبر مالي والنيجر وتشاد، إلى البحر الأحمر والقرن الأفريقي – قد تطوّر ليصبح مختبراً للاستراتيجيات الهجينة، واقتصادات الحرب، وشبكات المرتزقة، والتنافسات بين القوى العظمى. بالاعتماد على نظريات الحروب الهجينة، وهشاشة الدول، واقتصادات الحرب، والأمن الإنساني، والحوكمة العالمية، تدرس هذه الدراسة السودان، ومنطقة الساحل، والصومال، وممر البحر الأحمر. يُبرز التحليل كلاً من الديناميكيات الهيكلية والتجارب المعاشة للمدنيين، موضحاً كيف يُعرّف التجويع والنزوح والإفلات من العقاب الحياة اليومية. ومن خلال تضمين دراسات كمية حديثة حول الصراعات المرتبطة بالموارد وتوفير الأمن الهجين، تُظهر الورقة كيف تتقاطع نقاط الضعف في أفريقيا مع المنافسة الدولية. وتحدد الخاتمة ثلاثة سيناريوهات— وهي عدم الاستقرار المطول، والاستقرار الدولي، والمرونة الإقليمية— وتُجادل بأن عدم الاستقرار المطوّل يظل هو السيناريو الأكثر احتمالاً في غياب إصلاح هيكلي ومحاسبة.