تقارير وتقديراتقراءة تفصيلية

هيمنة أبناء حفتر على الشرق الليبي.. المؤشرات والمخاطر

المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية 
قــــــــــــــــــــــــرآءة تفصيليـــــــــــــــــــــة

لم يكن يدرك المشير ” خليفة حفتر “، الحاكم الفعلي لشرق ليبيا الذي يسيطر عليه عسكرياً، عبر منصبه كقائد عام لقوات الشرق الليبي، أنه بعد هروبه إلى المنفى الاختياري بالولايات المتحدة عام 1990، بعد حربه الفاشلة في تشاد، وانضمامه بعدها لجبهة المعارضة لنظام الرئيس ” معمر القذافي “، والذي منح حفتر 200 ألف دولار سنوياً أثناء تواجده بالمنفى، أن هذا المبلغ لن يُعني له شيئاً إذا ما قورن بحياة البذخ التي أصبحت عائلته تعيشها الآن نتيجة سيطرتها فعلياً على موارد ليبيا الاقتصادية في الشرق، وبالأخص سيطرتها على ثُلثي مناطق النفط والغاز، و5 من أصل 6 موانئ لتصدير النفط، وهو ما يمنح حفتر وأسرته موارد مفتوحة للأموال بدون أي رقابة أو محاسبة.

وبينما أضعفت حرب حفتر الفاشلة على طرابلس عام 2019 صورته العسكرية، دفعه تدهور صحته المستمر إلى تقويض طموحه السياسي، وتفويض بعض صلاحياته لبعض من أبناء عمومته وأبنائه. ومن بين جميع أبناءه، يبرز اسم صدام وبلقاسم وخالد، باعتبارهم أبرز شركاءه في المحطات البارزة التي خاضها المشير لتحقيق طموحه السياسي. وبينما ظن الليبيون أنهم تخلصوا من سيطرة آل القذافي لتحقيق أهداف ثورة فبراير، فإذا بعائلة حفتر تحاول القيام بالدور نفسه، وتسعى للسيطرة على المال والسلطة والنفوذ، أياً كان الثمن[1].

وفي هذا السياق، ترصد هذه الورقة مؤشرات التحكم والهيمنة لأبناء حفتر على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية وكذلك الجنوبية، سواء على مستوى السياسية الداخلية أو الخارجية، ومخاطر هذه الهيمنة على الدولة الليبية، حيث تقدم الورقة في النهاية عدة تنبيهات لصناع القرار وأصحاب الشأن بهذا الخصوص.

[1] محمد العربي، صدام حفتر.. نجل الجنرال الليبي الذي يطمح إلى خلافة القذافي، الجزيرة نت، 21/11/2022، تاريخ الدخول: 26/4/2024، الرابط

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا) ↓

 

زر الذهاب إلى الأعلى