” موسي الكوني ” وتصريحاته الأخيرة من واشنطن.. الخلفية والدلالات

الإيجـــــاز
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
إن تصريحات الكوني التي شملت حديثه عن ضعف السلطة أمام القوة العسكرية أمر يعلمه الليبيون جيداً، لكن ما يلفت النظر أن يأتي هذا الإقرار من داخل السلطة نفسها، ومن شخص بقي في موقعه دون أن يحرك ساكناً لسنوات، ولم يبد اعتراضاً جاداً حين جرى تقويض صلاحيات المجلس الرئاسي لصالح الحكومة. وكما ألمح الكوني بالفعل، لم تعد طرابلس العاصمة الموحدة لليبيين والتي تسيطر في قرارها السياسي على جغرافيا الدولة شرقاً وجنوباً، بل باتت هي الأخرى تأن من قبل مراكز نفوذ متعددة، بعضها يحمل صفة رسمية، وبعضها يفرض أمرًا واقعًا بقوة المال والسلاح وقوة العلاقات الخارجية.
إن ما ذكره الكوني حول الأقاليم والرئاسة الثلاثية، على الرغم من أنه يحقق التوازن ظاهرياً، إلا أنه قد يعزز بدون قصد الانقسامات الإقليمية والعرقية، مما يسهل سيناريو تقسيم البلاد بشكل حقيقي، فيمكن اعتبار ذلك تحقيقًا لمشاريع بعض الجهات الإقليمية والدولية الذين يرغبون في ليبيا ضعيفة ومنقسمة. أخيراً، من يتابع ويعرف شخصية الكوني جيدا يدرك بأنه لم يكن يوماً الشخصية المركزية الفاعلة في صناعة القرار، وأن حضوره في المجلس الرئاسي كان، منذ البداية، أقرب إلى تمثيل جغرافي شكلي لفزان منه إلى مشاركة حقيقية في السلطة.
ومع ذلك، اعتبر البعض أن تصريحاته جاءت وكأنها محاولة متأخرة لإعادة التموضع أو التنصل من مسؤولية مشتركة فيما آلت إليه البلاد. ولهذا فإنه يمكن القول بأن من لا يستطيع مواجهة الواقع في سبها، لن يستطيع تغييره من واشنطن.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)