أبعاد الموقفتقارير وتقديرات
ابعاد الموقف : مؤتمر قادة أجهزة الاستخبارات العسكرية في دول الجوار الليبي.. أبعاد وسياقات
أبعــــــــــــاد الموقـــــــــــــف
المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
المقدمة
في أول مؤتمر من نوعه على مستوى المنطقة، عُقد في طرابلس مؤتمر ضم رؤساء أجهزة الاستخبارات العسكرية لكل من تونس والجزائر والسودان والنيجر والتشاد، وذلك في 21 ديسمبر 2024. يهدف هذا المؤتمر إلى ” مناقشة التحديات الأمنية التي تواجه ليبيا مع دول الجوار من الإرهاب والجريمة المنظمة والأزمات الإنسانية ودعم التعاون والتنسيق المستمر والفعال بين الأجهزة الاستخباراتية وبناء قنوات اتصال لمواجهة هذه التحديات “، بحسب بيان لرئاسة الأركان العامة لقوات الغرب الليبي.
يأتي انعقاد هذا المؤتمر ليكرس حالة الانقسام الداخلي في ليبيا من ناحية، والتنافس الإقليمي والدولي المحتدم حولها من ناحية أخرى.
- فعلى المستوى المحلي، نظمت حكومة الوحدة الوطنية المؤتمر، مع غياب أي تمثيل للسلطات في الشرق، سواء حكومة البرلمان أو قوات الشرق الليبي التي يقودها حفتر. وفي ظل سيطرة قوات حفتر على الحدود الشرقية والجنوبية للبلاد، فإن عدم تمثيلها في المؤتمر سبب كاف لتقويض أي جهود إقليمية لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة، خاصة وأن هذه التهديدات منبعها الرئيسي هشاشة الحدود بين دول المنطقة، بالأخص دول الساحل والصحراء.
- أما على المستوى الإقليمي، فبينما برزت الجزائر كضيف قوي في المؤتمر، غابت مصر التي غاب حليفها المحلي حفتر، في ظل علاقة غير مستقرة تجمعها مع حكومة الدبيبة. كما غابت المغرب التي يجمعها علاقات متوترة مع الجزائر، مع الأخذ في الاعتبار المحاولات التي تقوم بها الأخيرة لبناء تحالف مغاربي بدون المغرب، قوامه الأساسي الجزائر وليبيا وتونس ومن الممكن أن يشمل موريتانيا. وبالتالي الحماسة التي أبدتها الجزائر في الاستعداد للمؤتمر كان من الطبيعي أن يترتب عليه غياب مغربي.
- وأخيراً على المستوى الدولي، فإن التطورات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بدأت تأخذ منحنى مختلف مع سقوط بشار الأسد، وترجح التقديرات بأن ليبيا ستكون من أكثر الساحات تأثراً بالتغييرات التي شهدتها سوريا، ولذلك كات الأخيرة ضمن الملفات التي ناقشها هذا المؤتمر. إذ مرجح أن تتصاعد حدة التنافس الدولي حول ليبيا، لأن روسيا لم يبقى أمامها غير ليبيا لتضمن موطأ قدم لها في المياه الدافئة، وهو ما ستستغله في المقابل القوى الغربية لإحكام القبضة على النفوذ الروسي المتصاعد في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء عموما.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)