الحضور العسكري الأجنبي في القرن الإفريقي: الأسباب والتداعيات
منتــدي أفريقيــا للسلــم والدفــاع
ورقـــــــــــــــــــة بحثيـــــــــــــــــة
شهدت منطقة القرن الإفريقي عبر التاريخ تنافسًا بين القوى الكبرى وذلك بسبب الموقع الإستراتيجي لهذه المنطقة، الواقعة على السواحل الشرقية من القارة الإفريقية، والذى جعلها مُتحكمة في الطريق التجاري الدولي، الذى يربط بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر، فضلًا عن أنها تُطل على خليج عدن وتُشرف على باب المندب، ومُقابلة لآبار النفط في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي ومُلاصقة لإقليم البُحيرات العظمى في وسط إفريقيا، الذى يتميَّز بغنى موارده المائية والنفطية والمعدنية، ولهذا كانت المنطقة محل للتنافس الاستعماري الذى عمل على تأجيج الصراعات بداخلها خدمةً لمصالحه. وقد تعدَّدت محاولات القوى الدولية لترسيخ نفوذها في القرن الإفريقي من خلال التسابُق لبناء القواعد العسكرية على السواحل الإفريقية. ويُمكن القول إن التطورات المتصاعدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة من جهة، والتنافس بين القوى العظمى (أمريكا والصين) من جهة أخرى؛ دفعت كلها في اتجاه إعادة تشكيل هذا الإقليم، مما يجذب العديد من الفاعلين الذين يجدون أن هذه التطورات تحمل فُرصًا حقيقية لتدعيم مصالحهم، ويسعى هؤلاء للبحث عن مواقع داخل الإقليم أو في جواره الجغرافي. وهنا تبرز أهمية إقليم القرن الإفريقي كأحد الأقاليم المهمة، والذي تتعاظم فيه فرص الفاعلين الخارجين بالشكل الذي يُهدِّد استقرار وأمن الإقليم.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا) ↓